جابت أعداد قليلة من المحتجين المناهضين للعنصرية الشوارع في كينوشا بولاية ويسكونسن الأمريكية في وقت متأخر من مساء الخميس وساد المدينة هدوء مشوب بالتوتر لثاني ليلة بعد موجة اضطرابات شهدت أعمال عنف اندلعت عقب إطلاق شرطي النار على رجل من أصول أفريقية.
وتحدى ما لا يزيد عن مئة متظاهر حظراً للتجول من الغروب إلى الفجر وتجمعوا في متنزه قرب محكمة في منطقة كانت مسرح مناوشات في ليال سابقة بين المحتجين والشرطة منذ واقعة إطلاق النار يوم الأحد التي تسببت في إصابة جاكوب بليك (29 عاماً).
ولم يكن للشرطة وجود مكثف يوم الخميس كما لم يظهر وجود قوي لكتيبة من الحرس الوطني طلبها في وقت سابق توني إيفرز حاكم الولاية للمساعدة في استعادة النظام في المدينة.
لكن مجموعات من ضباط إنفاذ القانون كانت تدخل المنطقة في مركبات لتنفيذ عمليات اعتقال محدودة تستهدف محتجين بعينهم فيما يبدو، حيث تحاصر المحتج بسرعة وتمسك به وتقتاده بعيداً.
ومع تقدم الليل، تضاءل عدد من بقوا من المتظاهرين الذين حملوا لافتات مؤيدة لحركة حياة السود مهمة (بلاك لايفز ماتر) وهتفوا ”لا عدالة.. لا سلام“، تدريجياً إلى عشرات فحسب في المتنزه.
وتحولت كينوشا المطلة على بحيرة ميشيجان إلى أحدث بؤرة ساخنة في صيف حافل بالاحتجاجات على وحشية الشرطة والعنصرية بعد أن أطلقت الشرطة النار على بليك في ظهره أمام أعين أطفاله الثلاثة.
وتسببت واقعة إطلاق النار التي رصدتها كاميرا فيديو وانتشرت انتشاراً واسعاً في خروج احتجاجات غاضبة لثلاث ليال تحولت لاضطرابات شملت إشعال حرائق بعد حلول الليل يوم الاثنين. كما قتل شاب يبلغ من العمر 17 عاما اثنين من المتظاهرين المناهضين للعنصرية وأصاب ثالثاً ببندقية كان يحملها مساء الثلاثاء.
ووُجهت يوم الخميس للمتهم كايل ريتنهاوس من ولاية إيلينوي تهمتا قتل بالإضافة إلى الشروع في القتل وتعريض حياة الآخرين للخطر بشكل متهور. ومن المقرر أن يمثل للمرة الأولى أمام محكمة في إيلينوي اليوم الجمعة.
وقال إيفرز، وهو ديمقراطي، يوم الخميس إنه سيرحب بوصول وحدات من الحرس الوطني من خارج ولايته لضمان عدم تحول الاضطرابات إلى مثل هذا العنف مجددا. ومن المقرر أن تبدأ تلك الوحدات في الوصول يوم الجمعة.