اعتقلت السلطات في بيلاروسيا المعارض البارز والمحامي والناشط مكسيم زناك، عبر رجال ملثمين اقتادوه من مكتب مجلس تنسيق المعارضة في مينسك.
وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية سحب الملثمون زناك إلى خارج المبنى، وقال مساعده جليب جيرمان إن “زناك كان لديه الوقت لإرسال رسالة نصية، كتب فيها كلمة أقنعة، قبل أن يتم أخذ هاتفه”.
وقالت المعارضة سفيتلانا أليكسيفيتش، وهي الآن العضو الوحيد في الهيئة القيادية لمجلس المعارضة المكون من سبعة أشخاص، ومن الذين ليسوا في السجن أو المنفى، قالت إن “رجالاً مجهولين قرعوا جرسها حوالي الساعة 9 صباحاً بالتوقيت المحلي”. ولم يتضح ما إذا كانوا قد أتوا لأخذها، وقد سمحت فيما بعد لدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى منزلها وتحدثت إلى صحفيين.
وأضافت أن زملائها في الهيئة أصبحوا الآن إما وراء القضبان أو طردوا من البلاد، وزناك كان آخرهم، وأشارت إلى أن التكتيكات الوحشية لرئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو لـ “اختطاف أفضلنا” لن تنجح، وأن حركة الاحتجاج ستستمر.
وأكدت أنه “سيأتي مئات الأشخاص ليحلوا محل أعضاء المعارضة المعتقلين والمبعدين، لم نكن نستعد لانقلاب، أردنا منع الانقسام في بلدنا، أردنا بدء حوار”.
ودعت أليكسيفيتش، الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام 2015، المثقفين الروس للتحدث ودعم المحتجين. واندلعت مظاهرات حاشدة في مينسك ومدن أخرى في أعقاب الانتخابات التي جرت قبل شهر والتي اعتبرت مزورة على نطاق واسع.
وفي الشهر الماضي، استجوب محققون بيلاروسيون ألكسيفيتش، وفتحوا تحقيقاً جنائياً مع أعضاء مجلس التنسيق، واتهموهم بتقويض الأمن القومي من خلال الدعوة إلى نقل السلطة.
وتتضمن مؤلفات ألكسيفيتش كتبا حول التاريخ السوفييتي، وروايات عن كارثة تشيرنوبيل، وحرب موسكو في أفغانستان.
وخطف رجال ملثمون يوم الاثنين الماضي، ماريا كوليسنيكوفا، العضوة البارزة في المجلس، من أحد شوارع مينسك.
ونقلت هي واثنان آخران من أعضاء المجلس إلى الحدود في وقت مبكر يوم الثلاثاء، وطلب منهم العبور إلى أوكرانيا.
وقال زملاؤها إن كوليسنيكوفا مزقت جواز سفرها وهربت من سيارة متحركة عبر النافذة، وتم القبض عليها على الفور.
كوليسنيكوفا محتجزة الآن في مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة، التابع لوزارة الشؤون الداخلية في مينسك. وذكرت وسائل إعلام محلية أنها وجهت إليها تهمة الدعوة للاستيلاء على سلطة الدولة، وتواجه السجن لمدة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام.
ورفض لوكاشينكو مطالب المعارضة، ووصف المعارضين بأنهم عملاء غربيون، ورفض مطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالدخول في حوار مع المتظاهرين الذين يرون أن إعادة انتخابه في 9 أغسطس الماضي مزورة، ويطالبون باستقالته. ويدعي لوكاشينكو أنه حصل على 80٪ من الأصوات.