يمر الإنسان خلال مسيرة حياته بالعديد من المراحل الدراسية، ابتداءً من المرحلة الإبتدائية فالإعدادية والثانوية وصولاً إلى المرحلة الجامعية، والتي تعد من أهم المراحل في حياة الطالب والطالبة، لما تقدمه من فرص للتنمية الشخصية، والتعليم الأكاديمي في محاولة لاكتساب الخبرات تمهيداً للدخول إلى الحياة العملية بخطىً أكثر ثباتاً وثقة.
غير أن هذه المرحلة كأي مرحلة يمر بها الإنسان، يواجه فيها الطالب بعض التحديات والصعوبات التي تجعله خارج نطاق الراحة وما اعتاده من روتين.
لأن الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى يجعل حياة الطلبة في تغيير مستمر، لما فيه من تجديد في الأفكار وتراكم الخبرة وزيادة المعرفة، هذا ولا شك به أن لدخول الطالب المرحلة الجامعية أهمية في بناء شخصية المتعلم، والتطور في مستوى التفكير والثقافة، مما يجعلها نقطة تحول كبير، ونقلةً نوعية في حياتهم.
وعلى الرغم من أهمية هذه المرحلة الجامعية في حياة الطلبة، فإنهم يواجهون فيها الكثير من الصعوبات.
مشكلات المرحلة الجامعية:
المشكلات التي تواجه الطلبة في المرحلة الجامعية كثيرة ومتنوعة، منها التحديات الناتجة عن فقدان التواصل مع أصدقاء وزملاء المرحلة الثانوية، والتي اعتاد الطالب عليها منذ زمن.
وكذلك الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والشخصية، لاسيما في ظل الظرف الراهن التي تمر به البلاد والتي تعانيه من ويلات الحرب والحصار الذي أنعكس سلباً على المجتمع ككل.
ومنها ما يتعلق بالمادة العلمية، إضافة إلى ذلك فإن بيئة الجامعة تعطي الطلبة مجالاً أكبر للحرية، وفي نفس الوقت مسؤولية أكبر في اختيار التخصص، أو التصرف في أوقات الفراغ، أو حضور المحاضرات، أو الغياب بنسبة معينة … إلخ.
ولكن تبقى مشكلة إدارة الوقت وتنظيمة من أكبر المشاكل التي يعاني منها الطلبة بشكل عام، والطلبة الجدد بشكل خاص، حيث يواجهون فترات ضغط دراسي لا يترك لهم وقتاً كافياً لأداء الواجبات والالتزامات الدراسية الأخرى، وبين الفترات التي يقضونها خارج أوقات المحاضرات، حيث لا يوجد جدول زمني محدد مشابه لما اعتادوا عليه أثناء الدراسة الثانوية، وهذا يؤدي في معظم الأحيان لعدم الالتزام بمواعيد المحاضرات، هذا وقد يواجه الطلبة الجدد بعض التحديات الأكاديمية، كصعوبة الدراسة باللغة الإنكليزية، أو صعوبة استخدام تكنولوجيا التعلم الحديثة المستخدمة في الجامعة، وكذلك تحديات استخدام التفكير الإبداعي والنقدي في الدراسة بدلاً من الحفظ.
ومن جانب آخر، نجد أن أهم التحديات التي يواجهها الطلبة المغتربون (الذين يدرسون في بلدان بعيدة عن بلدهم الوطن) هي الحنين إلى الوطن والشعور بالعزلة، ويكون ذلك بسبب بعدهم عن أسرهم وأصدقائهم وصعوبات التكيف مع الواقع الجديد، فضلاً عن الصعوبة في التعرف على القيم والقوانين التي تسير بموجبها البيئة الجديدة، وقدرتهم على ملائمة أنفسهم لهذه البيئة والحضارة الجديدة.
وتطوير أساليب للتعامل معها، والتوفيق بينها وبين بيئته وحضارته الأصلية، خاصة مع وجود المتضادات في بعض القيم بين الحضارتين، يمكن توقع صعوبة التأقلم الاجتماعي الحضاري استناداً على القدرة اللغوية (التمكن من اللغة)، الفترة التي مرت على وجود الفرد في البيئة الجديدة، ومدى البعد والاختلاف بين البيئة الجديدة وحضارته وبيئته الأصلية، ومستوى التعامل مع الثقافات الجديدة.