قدّم وزير التعليم، د.حمد بن محمد آل الشيخ، شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، على الدعم والاهتمام الذي يجده التعليم بقطاعيه (العام والجامعي)، وتوفير كافة الإمكانات لاستمرار الرحلة التعليميّة عن بُعد للطلاب والطالبات، رغم ظروف جائحة كورونا.
وقال وزير التعليم خلال لقائه الإعلامي اليوم السبت مع عدد من النخب الثقافيّة والتعليميّة والمجتمعيّة: “إنَّ العام الدراسي الحالي يُعدّ استثنائيًّا بسبب الجائحة، لكنه فرصة للتغيير والتطوير ومواجهة التحدّيات، والتغلُّب على كثير منها”، مبينًا أنَّ الوزارة سعت منذ نهاية الفصل الدراسي الماضي إلى وضع السيناريوهات المختلفة لبداية العام الدراسي، والنطاقات والأدلة المتعلقة بذلك؛ حتى صدر التوجيه الكريم ببدء العام الدراسي عن بُعد.
وأضاف الوزير آل الشيخ أنَّ وزارة التعليم عملت على إنجاز منصّة “مدرستي” التي تخدم أكثر من (ستة) ملايين طالب وطالبة وأولياء أمورهم، و525 ألفًا من شاغلي الوظائف التعليميّة، وذلك بمميزات مختلفة كالاتصال المرئي ورفع الواجبات والمواد الإثرائيّة والدروس المسجَّلة والاختبارات وغيرها، ولوحة أداء (Dashboard) للمتابعة والتقييم لجميع المستويات الإداريّة والاستخدامات، مؤكدًا أنّه تمّ إنجاز المنصّة في وقت قياسي بكفاءات وطنية.
وأعلن وزير التعليم خلال اللقاء عن دخول 92% من الطلاب والطالبات في منصة مدرستي، و97% من المعلمين والمعلمات، و37% من أولياء الأمور، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعكس حجم الإنجاز الذي تحقق خلال فترة وجيزة.
وأشار إلى أنّه لا يوجد سوى شركتين على مستوى العالم سبق لأنظمتها ومنصاتها التعليميّة تحمُّل عددٍ كبيرٍ من المستخدمين بشكلٍ مركزي، وهما: (شركة جوجل وشركة مايكروسوفت)، موضحاً أنَّ وزارة التعليم تعمل حاليًّا مع شركة مايكروسوفت من خلال ارتباط منصّة “مدرستي” ببرنامج مايكروسوفت (365).
وأكّد د.آل الشيخ على أنّ وجود منصّة وطنيّة محليّة (مصممة بكوادر وطنيّة) ومملوكة من قبل وزارة التعليم؛ هو خيار إستراتيجي كان لابد للوزارة من تبنية لضمان استمرارية التعليم عن بُعد، مبينًا أنَّ توحيد الرحلة التعليميّة في منصّة واحدة؛ أتى لضمان سرعة تطبيق خطة التغيير بسلاسة ويسر، رغم وجود مخاطرة فيما يتعلّق بتحمّل المنصة لأعداد المستفيدين، لكن الأرقام شاهدة على حجم النجاح الذي تحقق بمشاركة الجميع، كاشفًا عن تدريب أكثر من (389) ألف متدرب ومتدربة من شاغلي الوظائف التعليميّة على منصّة “مدرستي”، من خلال (2500) برنامج تدريبي.
وأوضح وزير التعليم أنّ العمليّة التعليميّة مستمرة دون انقطاع بما تمّ توفيره من بدائل تعليميّة متاحة، فإضافةً إلى منصّة مدرستي، هناك (24) قناة من قنوات عين التعليميّة الفضائيّة تبثُّ بشكل مستمر، وعلى فترات متكررة خلال اليوم؛ لتغطية جميع الظروف والمراحل الدراسيّة، من خلال تخصيص قناة خاصة لكلِّ صفٍّ دراسيّ، إضافةً إلى سعي الوزارة لإثراء المحتوى الرقمي بالقصص والتجارب في التعليم عن بُعد بإعلانها عن “مسابقة مدرستي”، للمعلمين والمعلمات، والطلاب والطالبات، وأولياء أمورهم في مجالات التعليم، والإعلام، والتدريب، وهي فرصة لتعزيز المشاركة المجتمعيّة.
وكشف د.آل الشيخ عن عزم وزارة التعليم على تقييم العملية التعليميّة بعد مرور خمسة أسابيع وفقًا للمتغيرات والمستجدّات، والرفع بذلك للمقام الكريم للتوجيه في مدى استمرار التعليم عن بُعد لما تبقى من أسابيع الفصل الدراسي الأول، لافتًا إلى أنَّ المستقبل الذي ينتظرنا في التعليم عن بُعد كبير جدًّا، ومسؤوليتنا أن نخطط لذلك المستقبل برؤية مختلفة ومستدامة، وبمشاركة الجميع لتغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم عن بُعد.
واختتم حديثه بتقديم الشكر لجميع الأسر وأولياء الأمور، ووسائل الإعلام على جهودهم في دعم الرحلة التعليميّة للطلاب والطالبات، والشكر كذلك للمعلمين والمعلمات الذين قدّموا واجبهم الوطني المسؤول تجاه رسالة التعليم بمهنية عالية، وكانت قصصهم ومواقفهم شاهدة على ذلك، موجهًا لهم رسالة خاصة: “شكرًا لا تكفيكم حقكم، وأنا فخور بكم، وسعيد بما تقدمونه”.