حدوث الصراعات والنزاعات هو أمر لا مفر منه، وقد حصلنا جميعناً على نصيب عادل منه، سواء كان ذلك مع أحد زملاء العمل، أو العائلة، أو الأصدقاء، ولكن كيف يمكننا منع حدوثها؟
بالتأكيد ليس الجميع خبيراً في التعامل مع النزاعات، علاوة على ذلك، فالأشخاص الذين نواجههم ليسوا متشابهين، ولديهم طرقهم الخاصة للتعبير عن غضبهم.
لذلك، نحن نحتاج إلى مراقبة تصرفات الشخص الآخر، وفهم سلوكياته، والاستماع أكثر إلى ما يقوله، في سبيل فهم وقراءة العقل أثناء حدوث نزاع، ومحاولة اكتشاف الطريقة التي بإمكاننا فيها حل المشكلة بأقل الأضرار.
فيما يلي دليل بسيط حول كيفية قراءة عقول الآخرين أثناء النزاع وكيفية حلها.
– تحديد الأنواع المختلفة من الغضب الذي يؤدي إلى الصراع:
بداية من المهم أن تحيط علماً بأنواع الغضب الذي يعتري الآخرين خلال حدوث صراع أو نزاع، فإذا كنت قادراً على تحديد نوع غضب الآخرين، فستتمكن من فهم الطريقة المناسبة للتعامل معهم، وحل النزاع بالسرعة التي بدأ فيها.
– الغضب السلوكي:
هذا الغضب لا يمكن التنبؤ به، يعبر عنه بشكل جسدي ومباشر، ومن الممكن أن يكون ساحقاً للغاية.
وقد يقوم باضطهاد الهدف بشكل عنيف، ككسر أو رمي الأشياء خلال نوبة الغضب.
•كيف تتعامل معهم؟
احرص على أن لا تحارب النار بالنار، فمن المهم عدم استفزاز الخصم، وبدلاً من ذلك، ابحث عن طريقة لتهدئتهم، لأنهم يكونون في حالة ضعف شديد، وحساسين لكل ما يقال عنهم.
فكلمة واحدة خاطئة ستجعلهم يدافعون عن أنفسهم ويهاجمون، مما يجعل الوضع أسوأ.
لا تتجادل معهم حول من يقع اللوم عليه، وبدلاً من ذلك اسأل كيف بإمكانكم حل المشكلة.
إذا فشلت محاولاتك للتحدث بهدوء وعقلانية، دعهم يعبرون عن غضبهم، فليس هناك سبيل آخر للتحدث معهم، لأن لا منطق لديهم عندما يشعرون بالجنون.
– الغضب اللفظي:
هذا النوع من الغضب عبارة عن شكل من أشكال الإساءة العاطفية، واللفظية الذي يتعمد فيه إيذاء الخصم بالكلمات، ويعبر فيه الشخص عن غضبه من خلال الصراخ، والإهانة، والتهديد، والسخرية والنقد.
هؤلاء الأشخاص يطلقون غضبهم بنية إيذاء الشخص الآخر، ومن الشائع الشعور بالخجل، والندم بعد أن يهدأوا.
• كيف تتعامل معهم؟
– لا تأخذ الأمر على محمل الجد،الأشخاص العدوانيون يتكلمون عند الغضب فقط لإيذاء خصمهم، بغض النظر عن مدى صحية كلماتهم.
لذلك اعلم أن الكلمات لا يمكنها أن تؤذيك إن اخترت تجاهلها، ليس هذا فحسب، بل تجنب التلفظ بعبارات سيئة، ومهينة لمجرد أن الشخص الآخر فعل ذلك.
لا تنحدر إلى مستواه، فغالباً ما يقوله هؤلاء يكون مدفوعاً بالغالب بمشاعرهم وليس من الحقائق.
– استجب بفكاهة، إن لم تستطع مقاومة أي تعليق أو الرد عليه، حاول أن تمزح معه، فعلى الرغم من أن لا أحد يحب أن يسخر منه، إلا أن كسر الموقف بنكتة، أو اثنتين سيساعد في تخفيف التوتر.
– ضع حدوداً عند تجاوزهم الخطوط الحمراء،في بعض الأحيان يميل الأشخاص العدوانيون إلى قول أشياء تتخطى الحدود، فإذا شعرت بذلك، أخبرهم بطريقة هادئة ولكن حازمة بأنهم تجاوزا الحد، وأنك لن تتقبل هذا، إن لم يجد هذا نفعاً، دعه حتى يهدأ.
– الغضب الإيجابي:
هي الطريقة الأكثر صحية لإدارة الغضب، إذ يستفيد هؤلاء من مشاعر غضبهم، ويوجهونه لإحداث تغيير إيجابي،فهم يتحدثون بعلانية عن المشاكل التي يواجهونها مع الآخرين بطريقة هادئة ومنطقية، بينما يكونون حازمين، وموضوعيين بشأن الموقف، ويناقشون طرق حل المشكلة مع الطرف الآخر.
باختصار، هم لا يتجنبون المواجهة، ولكنهم لا يلجأون إلى الإهانات اللفظية أو البدنية، لإيصال رسالتهم، بل يدفعون نحو تغيير إيجابي، بعيداً عن التسبب في التوتر أو الدمار.
• كيف تتعامل معهم؟
– عبر عن تفهمك:
فالأشخاص الذين يعانون من الغضب الجازم، لا يحاولون إيذاءك، بل يريدون حل القضية بشكل عقلاني، لذلك استمع بصدق إلى مشاعرهم وتعاطف معهم.
– أعطهم ما يريدون:
اعرف ما يريدون منك، هؤلاء الأشخاص يبحثون عن التغيير الإيجابي، وعادة ما يكون الأفضل لك.
لذلك، تعرف على ما يمكنك فعله لمساعدتهم.
– العدوانية السلبية:
الشخص العدواني السلبي يتجنب المواجهة المباشرة، ويحاول قمع مشاعر غضبه تجاه الطرف الآخر.
ونتيجة لذلك، يعبر هؤلاء عن غضبهم من خلال أفعالهم، مما يخلق فجوة كبيرة بين ما يقولونه وما يعنوه في الواقع.
على سبيل المثال: لنفترض أنك اقترحت قضاء إجازة في أحد الأماكن الجبلية، قد يختلف الشخص العدواني السلبي مع الخطة بشكل سري، ولكن بدلاً من قول ذلك، يتفق معك تماماً بالمشاركة.
وفي اللحظة الأخيرة، يقوم بالتراجع وإلغاء الخطط كافة، باختصار، وجد خطة لتقويض مقترحك.
– كيف تتعامل معه؟
– كن حازماً عند التحدث:
كما ذكر سابقاً، فالعدواني السلبي يتجنب المواجهة المباشرة، لذلك الأمر متروك لك لمواجهته.
أخبره بما تشعر به حول كيفية تصرفه، وحاول استدراجه للاعتراف بغضبه منك، ثم اجعله يخبرك عن السبب.