مر الطلاب الجزائريون بتجربة فريدة هذا العام خلال امتحانات شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، حيث لم يكن قطع الإنترنت لـ5 أيام كاملة الحدث الوحيد فى امتحانات العام 2020، بل كان هناك أنواع غش مبتكرة بين الطلاب الجزائريين، مستغلين فيها الاجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وفي هذا الصدد، تداول جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لكمامة مكتوب عليها ملخصاً لدروس مادة التاريخ لأحد طلاب البكالوريا، وأجمعت كثير من تعليقات الجزائريين على صور الكمامة على أنها أحدث أنواع الغش في زمن الكورونا، وكان تفاعل رواد مواقع التواصل يتراوح بين السخرية تارة وانتقاد ما يصفونه بـ”الوضع الذي آلت إليه المدرسة الجزائرية” تارة أخرى.
وعلق أحدهم، “سبحان الله حتى كورونا فيها فوائد للممتحنين في البكالوريا ولم تخل من الغش، لا حول ولا قوة إلا بالله”، وكتب آخر: “سنة سعيدة 2020، لى فيها إلا الجديد، ربى يجيب الخير”، فيما وصف مغرد، صاحب الكمامة بـ”المبدع”، واعتبر “أن عدم استغلالهم من قبل السلطات خسارة للاقتصاد، والاعتماد عليهم يعني الاستغناء عن عائدات النفط”.
بينما اعتبر آخرون أن عمليات الغش الحقيقية تتم باستعمال “تقنية البلوتوث” باستعمال الهواتف النقالة، منتقدين عدم اللجوء إلى أجهزة التشويش لمنع ظاهرة الغش في الامتحانات، فيما دعا آخرون إلى “عدم التركيز على ظاهرة الغش، والاهتمام بالحلول التي بإمكانها القضاء على هذه الظاهرة”.
فيما شكك آخرون في حقيقة الصورة أو أنها من الجزائر، مؤكدين أن طلاب البكالوريا عانوا كثيراً بسبب تأجيل الامتحانات وكورونا وإجراءات الحراسة المشددة عليهم طيلة فترة الامتحانات التي تبدأ من مدخل الثانوية حتى دخوله الصف.
يأتي هذا فيما لجأت السلطات الجزائرية، الأسبوع الماضي، وللعام الخامس على التوالي لقطع شبكة الإنترنت طيلة فترة الامتحانات، فى محاولة منها للحد من ظاهرة الغش وتسريب أسئلة الامتحانات، كما أقرت قانوناً يعد سابقة فى تاريخ البلاد، لردع ظاهرة الغش في الامتحانات تصل عقوباته بين 3 سنوات و15 سنة سجناً.