قال اللاعب الدولي الجزائري السابق، الأخضر بلومي، إن الاحتراف في الجزائر أكذوبة، وحان الوقت لمحاسبة رؤساء الأندية بسبب سوء تسييرهم، واعتبر بلومي في حوار أجراه معه موقع (الشروق أونلاين) أن جيل الثمانينيات (محقور)، كما أكد أنه لا يفكر في رئاسة (الفاف) بل العودة إلى الميادين كمدرب للفئات الشبابية للخضر، كما تحدث عن الخضر واللقاءات الودية القادمة.
وفيما يلي نصّ الحوار..
– أين هو الأخضر بلومي؟
دائماً بمدينة القلب (معسكر) ولم أغادرها إطلاقاً، لأني أجد فيها راحتي.
– غالي معسكر ضيّع فرصة الصعود إلى القسم الثاني المحترف ماهي الأسباب في رأيك؟
أولها أن فرق الغرب الجزائري لم تحظ بالدعم المادي كغيرها من النوادي العاصمية، إضافة إلى غياب المسؤولين الذين تهمهم مصلحة الفرق، بل همهم الوحيد خدمة أنفسهم، أعلم أن فريق القلب غالي معسكر قد ضيّع الموسم الماضي فرصة لا تعوض للصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، وأنهى الموسم في المرتبة الـ 13 وبمجموع 26 نقطة، حيث ضيع 43 نقطة، وخسر 11 مواجهة، وتعادل في 5 مقابلات وخسر 11 لقاء.
– رغم تتويج محاربي الصحراء بكأس إفريقيا الأخيرة لكن ذلك عاد سلباً على أنديتنا التي خرجت مبكراً من مختلف المنافسات الإفريقية بودنا أن توضح لنا السبب؟
كنا ننتظر فوز زملاء محرز بـ (الكان) الأخير سيعطي شحنة مشجعة للأندية المشاركة في مختلف المنافسات العربية والإفريقية وكأس (الكاف) لكن البعض خيبوا ظننا، وأؤكد لكم أن الاحتراف أكذوبة، ومنذ بداية الشروع في تطبيقه موسم 2011 والمستوى يتراجع حتى أن رؤساء الأندية عجزوا على تأمين لاعبيهم، وأن الكرة المحلية انحرفت عن مسارها، وأحمّل المسؤولية إلى بعض رؤساء النوادي وليس الكل، حيث أن بعضهم ليست لهم علاقة بالرياضة، وأعتبرهم تجاراً جاؤوا ليتاجروا بنواديهم وخدمة مصالحهم الشخصية.
– ماهي نظرتك لسياسة رؤساء الأندية من خلال رفع أجور اللاعبين مع العلم أن لا أحد فيهم فرض نفسه في تعداد بلماضي؟
مسؤولية ذلك تقع على عاتقهم وهم الذين يرفعون قيمة رواتب اللاعبين ولا يتفاوضون معهم، من حق اللاعب أن يطالب بما يريد حتى 400 مليون شهرياً، لكن، بالمقابل، على رئيس النادي أن يضع بنداً في عقد اللاعب بخصوص مردوده فوق الميدان، إن لم يكن في المستوى فإنه سيخفّض من راتبه، إلا أن ذلك لا يحدث في كل أنديتنا وبعض الفرق لهم شركات وبعضهم الآخر العكس لكن الإصلاح الرياضي الذي جاء موسم 1976 عاد بالفائدة على الرياضة الجزائرية التي تطوّرت كثيراً.
– بماذا تفسر هذا التناقض الموجود بين ضخامة أجور لاعبي كرة القدم والمستوى الهزيل للبطولة الوطنية؟
نتيجة سوء التسيير على مستوى بعض رؤساء النوادي وحان الوقت لمحاسبتهم.
– في نظرك هل يعود ذلك إلى تهاونهم في التدريبات أم إلى عدم تسوية مستحقاتهم؟
لا، لا، كرة القدم الجزائرية بالأمس كان يسيرها مناضلو الحزب الوحيد أمثال رشيد مخلوفي وغيره، حيث أنهم كانوا يمتازون بالحنكة في مجال التسيير والعمل البسيكولوجي الذي كانوا يقومون به مع اللاعبين الذين لا تهمهم الأموال بل همهم الوحيد تشريف الألوان، وأتأسف كثيرا لتهميش قدماء اللاعبين وتفضيل الدخلاء عن الرياضة عليهم، وحوّلوا الرياضة إلى تجارة.
– في وقتكم هل كان رؤساء النوادي يتكلمون عن العجز المالي؟
أبداً، نحن كنا لا نطالب بالأموال بل همنا الوحيد تشريف الألوان الوطنية في المحافل الدولية، فأنا شخصياً كل رؤساء النوادي عرضوا عليّ الالتحاق بنواديهم لكنني فضلت البقاء في فريق القلب غالي معسكر مع العلم أن التحاقي بمولودية الجزائر جاء تزامناً واستدعائي لأداء واجب الخدمة الوطنية، حيث أنني كنت ألعب من أجل الألوان وليس من أجل الأموال.
– بعد تألق فرحات في البطولة الفرنسية هل تراه يستحق مكانة أساسية في تشكيلة بلماضي؟
بلماضي أدرى بذلك، وأعلمكم أنه سبق لي وأن كرمت زين الدين فرحات بلقب أحسن لاعب لصنف الآمال، وحقيقة فرحات يتمتع بإمكانيات كبيرة والدليل على ذلك أنه يبرهن كل موسم في البطولة الفرنسية وغني عن التعريف.
– ما هو تعليقك عن قائمة بلماضي الموسعة التي ضمت لاعبين جدداً وغاب عنهم مزدوجو الجنسية الذين ينشطون في الدوري الفرنسي؟
أنا ليس من طبعي التدخل في صلاحيات أي مدرب مع العلم أنها قائمة موسعة ضمت لاعب بيرتشوت البلجيكي رضا حلايمية الذي قد يخلف عطال، ورباعي بطل تونس الترجي الرياضي عبد القادر بدران، ومحمد توقاري، وعبد الرحمان مزيان، وإلياس شتي ولاعب النادي الإفريقي التونسي حسين بن عيادة، ولاعبين من البطولة الجزائية نبيل لعمارة من مولودية الجزائر، وأدم زرقان من أتلتيك بارادو، ومليك عسلة حارس عرين الحزم السعودي.
– لكن حالة المحترفين مقلقة جعلت بلماضي لا يجد بدائل في مستوى بعض الأسماء؟
هو مطلع على كل شيء، هو يعلم أن بن رحمة لم يتدرب بصفة منتظمة، وسليماني لم يجد نادي اهو الآخر ولم يتدرب، بلايلي هو الآخر لم يتدرب تماماً، وبلعمري فسخ عقده مع الشباب السعودي ويبحث عن ناد آخر، وعطال وبوداوي المصابين، ووناس الذي لا يوجد في قائمة نابولي ومرشح بقوة للمغادرة، ومحمد فارس الذي انضم مؤخرا إلى تدريبات لازيو، ومحرز العائد مؤخرا بعد إصابته بفيروس كورونا.
– بعد إلغاء ودية الكاميرون، الخضر يواجهون نيجيريا بالنمسا يوم 9 تشرين الأول في أول ودية لهم بسبب جائحة كورونا، كيف تتوقع هذا اللقاء وهل ترى أن موقعة نيجيريا ستكون جيدة للرجوع للمنافسة قاريا بعد 9 أشهر من الغياب؟
حالياً، منتخبنا بطل إفريقيا وأشبال بلماضي رفعوا الراية الجزائرية عالياً، ووضعوها في مكانها الأصلي، وأنصح بمواجهة المنتخبات القوية، لأن نتائج الوديات لا تهم بقدر ما يهم الأداء والحمد لله أن محاربي الصحراء فازوا على كولومبيا أداء نتيجة 3-0.
– بصراحة هل يستحق فوزي غلام العودة إلى المنتخب الوطني؟
طبعاً، هو أعطى للفريق الوطني ويعتبر من بين أحسن ظهير أيسر أوروبياً لكن لعنة الإصابات تطارده.
– مع كثرة إصابات عطال بماذا تنصحه خاصة وأنك عانيت من ذلك لما كنت لاعباً؟
نعم، لقد عانيت مثله وهذه ميزة اللاعبين الكبار فيوسف عطال الذي احتك بمبابي كنت أنتظر أنه سيصاب لأنه عائد من الإصابة أصلاً وأنه ناقص منافسة وأنصحه بعدم الاحتكاك وتفادي التوغلات الكثيرة في منطقة المنافس.
– جيل الثمانينيات اعتبر كأقوى جيل في تاريخ الكرة الجزائرية من ناحية القيمة الفنية للاعبين وجمالية اللعب.. برأيك ماهي الأسباب التي جعلت هذا الجيل الذهبي لا يحقق ما كان متوقعاً منه باستثناء كأس إفريقيا 90 بالجزائر التي غاب عنها بلومي؟
نعم، كانت البداية الحقيقية للكرة الجزائرية منذ جيل لالماس إلى غاية 1990 نحن وضعنا الجزائر في السكة الصحيحة رغم ضعف الإمكانيات والحمد لله فتحنا الأبواب لهذا الجيل على المستوى العالمي، نحن تخرجنا من البطولة الجزائرية وعن غيابي عن كان 1990 بالجزائر، أنا لم أتأثر لذلك لأنني أفتخر بأنني أول من توج بالكرة الذهبية الإفريقية سنة 1981، حيث احتفلت بها قبل كان 90 ولا تهمني تلك المشاركة في الكان لكنني لم أحقد على بلدي وأنا فخور بتتويجهم بالكأس الإفريقية الأولى.