مرض الشلل الرعاش، أو كما يطلق عليه “مرض باركنسون”، نسبة إلى الطبيب الإنجليزي جيمس باركنسون، أول من اكتشف هذ المرض والذي نشر أول وصف تفصيلي عن المرض في مقال في عام 1817، هو اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة، تبدأ أعراضه تدريجياً، وفي بعض الأحيان تبدأ برعشة ربما لا تُلاحظ في يد واحدة، ثم يتفاقم بمرور الوقت.
ووفقاً لموقع المجموعة الطبية والبحثية “Mayo Clinic” التي، يقع مقرها الرئيسي في مدينة روتشيستر بولاية مينيسوتا الأمريكية، فإن المراحل المبكرة منه تظهر على الوجهة ببعض التعبيرات القليلة، أو لا تظهر على الإطلاق.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن علاج مرض باركنسون، فإن الأعراض تتحسن بشكل ملحوظ باستخدام الأدوية في بعض الأحيان، وربما يقترح الأطباء إجراء جراحة لتنظيم مناطق محددة في الدماغ وتحسين الأعراض.
– أعراض مرض الشلل الرعاش:
أوضحت المجموعة الأمريكية، أن أعراض مرض الشلل الرعاش مختلفة للجميع، ربما تكون العلامات المبكرة خفيفة وتمر دون ملاحظتها.
تبدأ الأعراض في جانب واحد من الجسم، وعادة ما تظل أسوأ على هذا الجانب، حتى بعد أن تبدأ الأعراض في التأثير على كلٍّ من الجانبين.
تشمل أعراض المرض أيضاً، “الرُّعاش” الذي عادة ما يبدأ الاهتزاز في أحد الأطراف، وغالباً ما تكون اليد والأصابع، ومعروفة باسم رُعاش لفّ الأقراص، تهز اليد عندما تكون في حالة ارتخاء.
أيضاً تباطؤ الحركة بمرور الوقت، مما يجعل المهام البسيطة صعبة وتستغرق وقتاً طويلاً، وأحياناً تصبح خطوات المشي أقصر من الخطوات الطبيعية، يكون من الصعب القيام من على الكرسي، يمكنك سحب قدميك وأنت تحاول المشي.
من ضمن أعراض الشلل الرعاش، ما يسمى بالعضلات الصلبة، التي يحدث تيبّس العضلات في أي جزء من الجسم، وتكون هذه العضلات مؤلمة، وتحد من نطاق الحركة، وتسبب عدم اتزان في وضعية الجسم، كذلك فقدان الحركات التلقائية، وتكون القدرة منخفضة على أداء الحركات اللاواعية، بما في ذلك الوميض أو الابتسام أو تأرجح الذراعين عند المشي.
تغير لكنة الكلام أيضاً، تعد من ضمن أعراض الشلل الرعاش، حيث يتحدث المريض بهدوء أو بسرعة أو تشويش أو تتردد قبل التحدث.
– أسباب الشلل الرعاش:
كشفت المجموعة الطبية الأمريكية، أن من أسباب الإصابة بالشلل الرعاش، حيث تتحطَّم الخلايا العصبية في الدماغ ببطء أو تموت.
في مرض باركنسون العديد من الأعراض هي بسبب فقد الخلايا العصبية التي تنتج الناقل العصبي في الدماغ المُسمَّى “الدوبامين” الذي يتسبَّب انخفاض مستويات الدوبامين في شذوذ نشاط الدماغ، يؤدي بدوره إلى حدوث أعراض مرض باركنسون.
وأوضحت المجموعة الأمريكية، أن السبب وراء المرض غير معروف، لكن يبدو أن العديد من العوامل تلعب دوراً في ذلك، وتشمل “الجينات” لكن هذا غير شائع ما عدا في حالات نادرة، حيث العديد من أفراد العائلة مُصابون بمرض باركنسون.
كما أشارت المثيرات البيئية، أنه ربما يَزيد التعرُّض لمواد سامة مُحدَّدة أو عوامل بيئية من عامل خطر الإصابة بالمراحل المُتأخرة من مرض باركنسون.
ولكن الخطر قليل نسبيّاً، وأن هناك باحثون لاحظوا حدوث العديد من التغيُّرات في أدمغة الأشخاص المُصابين بهذا المرض، على الرغم من عدم وضوح سبب هذه التغيُّرات.
– عوامل خطر الإصابة بالشلل الرعاش:
يعتبر العمر، واحداً من عوامل الإصابة بالشلل الرعاش، لكن أوضحت أنه نادراً ما يُصاب البالغين بهذا المرض، الذي يبدأ عادةً في منتصف العمر أو في الأعمار الكبيرة، ويزداد معدل خطورة الإصابة مع كبر السن وعادة ما يظهر المرض في حوالي سن 60 سنة أو أكبر.
من ضمن خطر عوامل الإصابة، هي “الوراثة”، وتعني وجود قريب مُصاب يرفع من احتمالية الإصابة بالمرض، ومع ذلك يَظَل معدل خطورة الإصابة صغيراً، كذلك من ضمن العوامل “الجنس” حيث يتطور المرض لدى الرجال بنسبة أكبر من السيدات، أيضاً التعرُّض المستمر للسموم والمبيدات الحشرية، يرفع معدل خطورة الإصابة بالمرض بنسبة طفيفة.
– مضاعفات الشلل الرعاش:
غالباً ما يصاحب مرض الشلل الرعاش مشكلات إضافية قد تكون قابلة للعلاج، منها صعوبات في التفكير، مشكلات في الإدراك “الخرف”، الاكتئاب والتغيُّرات العاطفية، مشاكل في البلع حيث قد يتراكم اللعاب في الفم بسبب إبطاء البلع، مما يؤدي إلى سَيَلان اللعاب، مشاكل في المضغ والأكل، حيث يجعل المضغ صعباً، ومن الممكن أن يؤدِّي ذلك إلى الاختناق وسوء التغذية.
من ضمن المضاعفات أيضاً، مشاكل واضطرابات فى النوم، كالاستيقاظ بشكل متكرِّر طوال الليل، والاستيقاظ مبكراً أو النوم أثناء النهار، حركة العين السريعة، مشاكل المثانة وعدم القدرة على التحكم في البول أو صعوبة التبول، كذلك تغيُّرات ضغط الدم والشعور بالدوار أو الدوخة عند الوقوف، بسبب الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم، ضعف حاسة الشم، الإرهاق، اختلال النشاط الجنسي.
– الوقاية من الإصابة بالشلل الرعاش:
أوضحت مجموعة Mayo Clinic أنه نظراً لأن سبب المرض فإن الطرق المؤكدة للوقاية منه لا زالت غامضة أيضاً، وأظهرت بعض البحوث أن ممارسة التمارين الرياضية الهوائية قد تُقلل من خطر داء باركنسون.
وأظهرت بعض البحوث الأخرى أن الأشخاص الذين يَتناولون الكافيين، الذي يُوجد في القهوة والشاي والكولا، قليلاً ما يُصابون بمرض باركنسون مقارنة بأولئك الذين لا يَشربونه.
مع ذلك، لا يزال غير معروف ما إذا كان الكافيين يَحمي فعلاً من الإصابة بداء باركنسون، أم الأمر يَتعلق بشيء آخر، ولا تُوجد أدلة كافية حاليّاً لاقتراح تناول المشروبات الغنية بالكافيين للحماية من المرض، كما أشارت أن الشاي الأخضر أيضاً على انخفاض خطر الإصابة.
– كيف يتم تشخيص مرض الشلل الرعاش؟
تستخدم فحوصات المخ لاستبعاد إصابة الشخص بمرض الشلل الرعاش، لكن يعتمد تشخيص المرض على الآتي: “النقر بالإصبع والإبهام ﻣﻌﺎً أو النقر بالقدم ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ بطء الحركة، إراحة اليد لمراقبة الرعشة، الاسترخاء أثناء تحريك العنق والذراعين والساقين للتحقق من التصلب والجمود، الوقوف بينما يتم سحب المريض من الخلف برفق للتحقق من قدرته على التوازن”.