فطريات الفم أو ما يعرف بداء السلاق Thrush يعتبر من أكثر المشاكل الصحية المزعجة، وهي تصيب الأطفال والبالغين، ويتركهم مع ألم كبير وبالأخص عند تناولهم للطعام والشراب.
فطريات الفم أو داء المبيضات الفموي، أو القلاع الفموي، تسببها بكتيريا من جنس المبيضات، وهي خميرة تسبب نمواً فطرياً.
وتتجلى هذه العدوى بظهور طبقة بيضاء تغطي اللسان والخدين، مسببةً الكثير من الألم.
كما يمكن أن تأخذ شكل التهاب اللسان الذي يحوّل لون اللسان إلى اللون الأحمر أو الأسود بمظهر غريب، ومن هنا جاءت التسمية “اللسان الأسود الزغبي”.
ولكن إذا كان من السهل تحديد هذه الأعراض، إلا أنَّ مكافحة هذه العدوى أصعب بكثير، لأنَّ من المحتمل أن تكون العدوى أكثر شدة وأقوى من هذه الأعراض الظاهرة، وقد ينطوي الأمر على ضرورة استعادة البيئة النباتية في الأمعاء.
وإذا كانت الحال كهذه، فسوف تتكرر عدوى القلاع الفموي إلى أن تصبح محايدة، ويحتاج الأمر إلى فترة ثلاثة إلى ستة أشهر لكي يتعافى العضو من هذه الحالة.
– كيف يمكن معالجة عدوى القلاع الفموي؟
قبل تطبيق العلاج الأساسي أو بالتوازي معه، ومن أجل تخفيف الألم واستعادة الشكل الجمالي سريعاً، يجب استخدام علاج موضعي في الفم.
وتُستخدم في هذا العلاج الموضعي مضادات الفطريات الطبيعية، والتي ستعمل على عدم تفاقم عدوى القلاع الفموي بشكل عام.
وتُستخدم في الغالب مضادات الفطريات من منشأ كيميائي على معالجة الأعراض الموضعية.
ويوجد عدد من العلاجات الطبيعية لمعالجة عدوى القلاع الفموي، حيث أثبتت هذه العلاجات فاعلية، كما أنَّ هناك أنواعاً من الأطعمة ذات خصائص طبية قد تفيد في هذه الحالة، بالإضافة طبعاً إلى خصائصها المغذية.
– العلاج بالثوم:
الثوم مضادّ قوي للفطريات، بالإضافة إلى كونه مضاداًحيويّاً طبيعيّاً، فهو بالتالي مثالي كعلاج منزلي رائع.
وبالإضافة إلى معالجته جميع الفطريات غير المرغوبة الموجودة في الجسم، فإنه يقوم كذلك بتحييد تلك التي تستعمر تجويف الفم.
نأخذ فصّاً من الثوم ونقطّعه من المنتصف بواسطة سكين، ثم نضع أحد النصفين على الخد والآخر على اللثة، ونتركه ليعمل مدة 30 دقيقة ونعيد العملية مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، إلى أن تختفي الأعراض عن الجلد.
– العلاج بزيت جوز الهند:
يمكن معالجة القلاع الفموي باستخدام زيت جوز الهند البكر الغني، والذي يحتوي على حمض الأوكتانويك (أو حمض الكابريليك وهو حمض كربوكسيلي).
كما أنَّ زيت جوز الهند مضادّ قويّ وطبيعيّ للفطريات، وبالتالي قادر على التخلص من الخميرة التي تستعمر تجويف الفم.
بعد تنظيف الأسنان جيدًا، يوضع مقدار ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند في الفم، ونحرك السائل في كل أنحاء الفم، من دون أن ننسى الزاوية بين الأسنان، والفكين، وداخل الخدين، ونبقى نحركه داخل الفم لمدة 15 دقيقة من دون غرغرة، وبعد ذلك يُبصق السائل الملوث ويُغسل الفم بواسطة الماء المملّح بملح البحر.
العلاج بـالألوفيرا:
يمتلك الألوفيرا خصائص طبية عديدة فهو مبيد للبكتيريا وللفطريات، الأمر الذي يجعله سلاحاً قويّاً لمحاربة القلاع الفموي.
ويكفي وضع هلام الألوفيرا على داخل الخدين وتركه لمدة 15 دقيقة ليعالج العدوى.
– العلاج بزيت شجرة الشاي:
كما أنَّ العلاج باستخدام زيت شجرة الشاي الأساسي العطري علاج طبيعي فعّال لمعالجة القلاع الفموي، وينطوي استخدامه على غسل الفم بهذا المحلول.
تضاف عشر قطرات من الزيت إلى نصف كأس من الماء. وللمعالجة الفعّالة المثالية يُنصح بغسل الفم بهذا المحلول ثلاث مرات في اليوم.
– العلاج بالزيوت العطرية الأساسية:
إنّ استخدام مزيج من الزيوت العطرية الأساسية فعّال جدّاً أيضاً في مكافحة داء المبيضات الفموي.
والمزيج عبارة عن قطرتين من كل من الزيوت التالية توضع في نصف كوب من الماء، وهذه الزيوت هي: زيت النعناع، وزيت الخزامى، وزيت البابونج. ويُستخدم هذا المحلول في غسل الفم لمدة 15 دقيقة، 3 مرات في اليوم بعد تنظيف الأسنان، ومن المهم بصقه وعدم بلعه.
– الوضع النفسي وعدوى الفم:
لا يجب إغفال الناحية الانفعالية التي يمكن أن تكون السبب في ظهور الفطريات الفموية، والتي ليس لها علاقة على الإطلاق بالقلاع الفموية.
في بعض الأحيان تظهر الفطريات في فم الطفل نتيجة الشعور بالضعف والهشاشة، لذا ينبغي على الوالدين إثبات وجودهما الجسدي للطفل، والاتصال جسديّاً معه، لكي يشعر أنه خارج الخطر وأنه في أمان.
وقد يصاب الشخص البالغ بالفطريات في الفم نتيجة شعور عاطفي داخلي بالفراغ والحزن.