شل انتشار فيروس كورونا حركة العالم بأسره، كما أدى الحجر الصحي التي قامت به الدول كإجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس إلى تقليل الأنشطة المهنية والاجتماعية.
كما أن الشعور بالعزلة، وزيادة حدة البطالة، بالإضافة إلى المتاعب المالية، والتهديد بالعدوى بالفيروس جميعها عوامل أدت إلى رفع مستويات التوتر لدى العديدين.
وفي مقال نشره الدكتور شيلدون كوهان أستاذ علم النفس مشيراً فيه إلى أن الاضطراب النفسي الاجتماعي يزيد قابلية الإصابة بالفيروسات التنفسية مثل فيروس كورونا الجديد.
حيث ربط كوهان بين التوتر الناتج عن التغييرات السلوكية، مثل التباعد الاجتماعي، ووضع الكمامات من جهة، وزيادة احتمال الإصابة بفيروس كورونا من جهة أخرى.
مسلطين الضوء على دور الاضطرابات النفسية في التعرض لأمراض الجهاز التنفسي.
ولأجل ذلك جند الباحثون 394 مشاركاً غير مصابين بالفيروس، وقاموا بجمع بيانات من الاستبيانات التي تقيس مجموعة من العواطف مثل القلق والاكتئاب، واستخدموا أيضاً مؤشر الإجهاد لحساب مستويات الإجهاد بشكل عام.
ثم تعرض المتطوعون من خلال قطرات الأنف لـ 5 فيروسات تنفسية، قبل عزلهم 6 أيام لمعرفة الذين سيصابون بالعدوى منهم.
وجائت النتيجة أن المتطوعين الذين سجلوا درجات أعلى في مؤشر الإجهاد كانوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات بنسبة 2.16 مرة، مقارنة مع الموجودين في الطرف السفلي من المؤشر.
وفي دراسة أخرى، وجد أنه كلما طالت فترة التعرض للضغوطات الاجتماعية والمالية، زادت فرص الإصابة بفيروسات الإنفلونزا.
ويمكن التنبؤ بخطر الإصابة بالمرض من خلال مستويات الإجهاد المرتفعة، والتدخين، والكحول، وسوء عادات الأكل والنوم.
ورغم أن الدراسة في حد ذاتها لا تفسر أو تستنتج لماذا زاد الإجهاد من خطر الإصابة بالفيروسات التنفسية، إلا أنها افترضت أن إنتاج الكثير من السيتوكين الالتهابي يؤدي إلى ظهور أعراض المرض مثل احتقان وسيلان الأنف.