كمناسبة وطنية مجيدة أطلقتها الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في العام 2008، تحتفل مملكة البحرين في الأول من ديسمبر من كل عام بيوم المرأة البحرينية بشعارها الرئيسي “قرأت، تعلمت، شاركت” للاحتفاء بالشراكة الوطنية للمرأة البحرينية في بناء الوطن.
ولا زالت هذه المناسبة في تطور مستمر بعد مرور 12 عامًا على إطلاقها؛ بل تزداد وهجًا وألقًا وأهميةً عامًا بعد عام في ظل دخول المرأة البحرينية مجالات حيوية جديدة بجرأة وشجاعة، وتمكُّنها عن كفاءة وجدارة من إثبات ذاتها وخدمة أسرتها ووطنها والدفع قُدما بمسيرة الازدهار والتنمية الوطنية إلى جوار أخيها الرجل في مجتمع بحريني متحضر تتعزز فيه معاير التنافسية والاستدامة والتوزان بين الجنسين.
وبمبادرة كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، تم تخصيص موضوع يوم المرأة البحرينية للعام 2020 للاحتفاء بالمرأة في مجال العمل الدبلوماسي، وقد رسمت مبادرة سموها هذه خطة عمل واضحة أمام المجلس الأعلى للمرأة لتسليط الضوء على “مسيرة عمل المرأة الدبلوماسية”، عبر توضيح أثر وأبعاد مشاركاتها ومساهماتها في إثراء مجالات العمل الدبلوماسي وتعزيز المكانة الدولية لمملكة البحرين، وذلك تزامناً مع احتفاء مملكة البحرين ببدء العمل الدبلوماسي المنظم قبل أكثر من نصف قرن من الزمان.
ورغم الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على البحرين والمنطقة والعالم منذ مطلع العام 2020، إلا أن المجلس الأعلى للمرأة عَمِلَ على الاحتفاء بهذه المناسبة في إطار مراعاة الإجراءات الاحترازية من جهة، وبما يليق بإنجازات المرأة البحرينية وتقدمها وعطائها في هذا المجال الحيوي من جهة أخرى، حيث نظم العديد من الفعاليات من لقاءات ومجموعات تركيز وغيرها على مدى العام الجاري وبالتعاون مع الشركاء وبشكل خاص وزارة الخارجية وأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية، كما نظمت عدد من البعثات الدبلوماسية البحرينية في الخارج فعاليات مشابهة.
وشهد العام 2008، تعيين ثالث سفيرة للمملكة وذلك بالولايات المتحدة الأمريكية، بعدها بثلاث سنوات جرى تعيين رابع سفيرة في المملكة المتحدة، كما جرى في عام 2011 تعيين بحرينية كوكيل مساعد للشؤون العربية والأفروآسيوية والمنظمات بوزارة الخارجية قبل أن تصبح وكيلاً للوزارة في سابقة على مستوى الوطن العربي عام 2017، وفي عام 2012 تم تعيين امرأة بحرينية كمدير للوكالة لإدارة شؤون الأمريكتين بوزارة الخارجية وبعدها بعامين جرى تعيين امرأة بحرينية أخرى لتتولى إدارة الشؤون الأوروبية بالوزارة.
وجاء تعيين خامس سفيرة لمملكة البحرين لدى مملكة البحرين ودوقية لوكسمبورغ الكبرى ومملكة الدنمارك وممثلة للبحرين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عام 2015، بعدها بعام تم تعيين مديرة تنفيذية في أكاديمية الشيخ محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية بدرجة وكيل وزارة مساعد، وفي عام 2017 جرى تعيين أربع مديرات في عدد من الإدارات الهامة بوزارة الخارجية، وفي عام 2019 جرى تعيين امرأة بحرينية كقائم بأعمال سفارة مملكة البحرين لدى مملكة ماليزيا.
وتؤكد الأرقام والإحصائيات أن المرأة البحرينية تحقق شيئا فشيئا مكتسبات نوعية في مجال العمل الدبلوماسية، حيث ارتفعت نسبة السفيرات من إجمالي عدد السفراء من 10% في العام 2016 إلى 15% في العام 2020، كما ارتفعت نسبة البحرينيات في الوظائف الدبلوماسية من 25% في العام 2016 إلى 32% في العام 2020، ووصلت نسبة المرأة في المناصب القيادية من إجمالي البحرينيين في المناصب القيادية في وزارة الخارجية إلى 29% في العام 2019، فيما بلغت نسبة منتسبات أكاديمية محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية 64% من إجمالي عدد المنتسبين في العام 2018.
كما يبرز أثر مشاركة المرأة في العمل الدبلوماسي في متابعة تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والتمثيل في المحافل العربية والدولية، ومشاركة المرأة الدبلوماسية على المستوى الوطني.