يمكن أن يؤدي شكل الجسم وتغيراته عند المراهقين إلى ما يعرف بعدم الرضا عن الجسد، وهو ما يرتبط بشكل مباشر بالإصابة باضطرابات نفسية عديدة منها الاكتئاب.
حيث وجدت دراسة جديدة مثيرة للقلق أن المراهقين الذين يكرهون مظهرهم الجسدي أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالبالغين.
وفي الدراسة قاس باحثون بريطانيون عدم الرضا عن الجسد في عمر الـ 14 والاكتئاب بعمر 18 لدى 3753 من المراهقين، الذين ولدوا في غرب إنجلترا عامي 1991 و1992.
ووجدت الدراسة أن زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب يتفاوت بناء على الجنس والشدة، ولكن الفتيان المراهقين معرضون بنسبة 285٪ لخطر الإصابة بالاكتئاب الشديد.
بينما أدت زيادة عدم الرضا عن الجسم لدى الفتيات إلى زيادة بنسبة 84% في خطر الإصابة بنوبة اكتئاب حاد لدى بلوغ سن 18.
وأحد أسباب الشعور بعدم الرضا عن الجسد وفقاً لأقوال معدي الدراسة، دور الإنترنت والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على “عدم الرضا الجسدي”، الذي يشعر به جيل الألفية – أولئك الذين ولدوا بين عامي 1981 و1997.
هذا وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن كراهية الشخص للمظهر الجسدي، والمعروفة رسمياً باسم عدم الرضا الجسدي، تؤثر على 61% من المراهقين في جميع أنحاء العالم.
وحُدد عدم الرضا الجسدي كعامل خطر لاضطرابات الأكل والسلوكيات غير الصحية وسوء الصحة العقلية.
وفي حين قيل إن الإناث أكثر حساسية تجاه المثل العليا لصورة الجسد، فقد يكون انتشار وسائل التواصل الاجتماعي هو السبب وراء شعور المراهقين الذكور بعدم الرضا الجسدي أيضاً، ما قد يترجم إلى نوبات اكتئاب لاحقة.
وخلص الفريق إلى أن “النتائج قد تختلف عن المجموعات السابقة أيضاً بسبب الدور المهم للإنترنت والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في أنماط حياة الأجيال الحديثة”.