تعاني حوالي 30 -50 بالمئة من النساء في فترة معيّنة من حياتهن لمرة واحدة على الأقل من ألم أو وخز في منطقة الثدي، ولا شك أن هذا الألم يكون مختلفاً في شدّته من امرأة لأخرى، وفي معظم الحالات يختفي الألم من تلقاء نفسه بشكل تدريجي أو بصورة مفاجئة بدون تدخل طبي، لكن هناك نسبة قليلة من النساء اللاتي يستمر الألم أو الوخز لديهن لفترة طويلة.
ويمكن ألا تعاني المرأة من مجرد ألم في الثدي أو شعور بالوخز فيه، وإنما يصاحب هذا الألم شعور بانتفاخ الثدي، إلى جانب احمراره ونزول إفرازات منه.
وهناك أسباب كثيرة يمكن أن تؤدي إلى الإحساس بألم ووخز في الثدي، لعل أكثرها شيوعاً ما يأتي:
1. الحمل.
يمكن أن يكون الشعور بوخز في حلمات الثدي إحدى علامات الحمل المبكرة، نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث، حيث يزداد تدفق الدم لمنطقة الثدي مع زيادة هرمونات الحمل، ولذلك قد تشعر المرأة الحامل بوخز في منطقة الحلمتين، ومن الممكن أن تشعر المرأة بذلك في غضون أسبوع من الحمل، إضافة إلى تأثير هرموني الأستروجين والبروجسترون اللذين يحفزان نمو وتطور الأنسجة الغدية في الثدي وتحضير الغدد الثدية للرضاعة.
2. التغيرات الهرمونية المتعلقة بالدورة الشهرية.
يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية سواءً قبل بدء الحيض أو أثناءه أو بعده على الثدي من حيث تركيز النسيج والسائل فيه، مسببة بذلك الإحساس بألم وعدم راحة فيه والشعور بثقل في منطقة الصدر.
3. إصابة الثدي.
يمكن أن تتسبب إصابة الثدي بضربة بتعرض نسيج الثدي للأذى، والذي بدوره قد يؤدي إلى الإحساس بألم ووخز بسبب تكون كيس في الثدي، أو بسبب تغيرات الضغط المتعرض له الثدي بسبب الاستجابة الالتهابية، أو قد يكون ذلك بسبب تعرض النسيج الضام والنسيج العضلي في منطقة الثدي إلى الأذى.
4. إجراء عملية جراحية لمنطقة الثدي.
يمكن أن يكون سبب الشعور بوخز وألم في الثدي إجراء عملية جراحية تجميلية للثدي، كعملية تصغير أو تكبير حجم الثدي أو أي عمليات ترميمية أخرى، فهذه العمليات يمكنها أن تسبب تلفاً للعصب في تلك المنطقة كجزء من العملية، والذي يكون مؤقتاً في أغلب الحالات، وبناءً على درجة تأثر العصب وإصابته من الممكن أن يكون الشعور بالألم دائماً، وفي أحيان أخرى تكون الالتهابات التي تحصل بعد العملية سبب الإحساس بوخز في الثدي، حيث يمكن أن يمتد الشعور بالوخز إلى منطقة الإبطين وجدار الصدر الأمامي، ويمكن أيضاً أن يمتد لناحية الكتف.
5. بعض أنواع الأدوية.
تسبب بعض أنواع الأدوية الشعور بوخز وعدم راحة في منطقة الثدي نتيجة إحداثها تغيرات في مستويات الهرمونات في الجسم، ومنها الأدوية المضادة للاكتئاب، وحبوب منع الحمل، وأدوية العلاج بالهرمونات البديلة بعد انقطاع الطمث.
6. نزلات البرد.
يمكن أن تسبب نزلات البرد خاصة خلال فصل الشتاء وخزاً وألماً خفيفاً وإحساساً بعدم الارتياح في منطقة الثدي، ويكون هذا الشعور مؤقتاً وأكثر ما يصيب الأنثى في الثلاثينات من عمرها.
7. اختلال وعدم اتزان الأنسجة الدهنية.
يمكن أن تسبب التغيرات الفسيولوجية أو المرضية التي تحدث للتركيب التشريحي أو البنائي للثدي شعوراً بالأم أو الوخز خاصة لدى اللمس أو تعرض الثدي لضغط معين.
8. التهاب الغضروف الضّلعي.
التهاب الغضروف الضلعي والغضروف الضلعي هو الغضروف الذي يصل الضلع بالهيكل العظمي المحوري، وقد يؤدي التهاب هذا الغضروف للشعور بألمٍ حارق ووخزٍ وتهيج في الثدي، وتختلف شدة هذه الأعراض باختلاف درجة الالتهاب.
9. سرطان الثدي.
من الممكن أن تؤدي إصابة الثدي بالسرطان إلى ظهور كتلة في الثدي، إلى جانب انتفاخه وزيادة سمك جلده، ويمكن للغدد الليمفاوية المحيطة أن تتأثر، إلى جانب انقلاب حلمة الثدي ونزول إفرازات منها التي ربما تكون دموية أو تشبه القيح.
وفي بعض الأحيان يكون شعور المرأة بوخز في ثديها أول أعراض الإصابة بالسرطان، وذلك بسبب داء باجيت أو بسبب انتشار الخلايا السرطانية إلى الحلمة والجلد المحيط بالثدي والذي يؤدي إلى تفاقم المرض.