الصرع هو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي، حيث يُصبح نشاط الدماغ غير طبيعي، مسبباً حدوث نوبات أو فترات من السلوكيات، والأحاسيس غير العادية، وأحياناً فقدان الوعي.
ويعد الصرع أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعاً في العالم، حيث يبلغ عدد المصابين بنوبات صرع متكررة حوالي 50 مليون شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وكشفت الدراسات إنه يمكن السيطرة على نوبات الصرع بفضل التشخيص المبكر والعلاج، كما أن النوبات غير المنضبطة، ولا سيما النوبات التشنجية، قد تزيد بمقدار 15 مرة من خطر الموت المفاجئ غير القابل للتفسير.
ويمنع التحكم الكامل في النوبات الوفاة المبكرة، ويمكن أن يحسن الصحة العقلية عن طريق الحد من حالات الاكتئاب والقلق المرتبطة كثيراً بالمرض.
وتنجم نوبات الصرع، التي يمكن أن تكون قصيرة وتتراوح مدتها بين دقيقة ودقيقتين، عن إفرازات كهربائية غير طبيعية أو مفرطة من خلايا الدماغ.
ولكن أحد أكبر التحديات يتمثل في جهل العديد من المصابين بالصرع إصابتهم به، حيث إن العديد من الأشخاص المصابين بالصرع لا يعانون من تشنجات، بالرغم من أن النوبات تشكل أحد أكثر أعراض الصرع شيوعاً.
وأكد الأطباء أن تشخيص الصرع يمكن أن يكون سريعاً وسهلاً من خلال الخضوع لاختبار التخطيط الكهربائي للدماغ، الذي يسجل النشاط الكهربائي للدماغ.
ويمكن تقييم السبب المحتمل للمرض من خلال الاختبارات الجينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو كليهما معاً.
ويمكن للعقاقير المضادة للتشنجات أن تؤدي إلى السيطرة على النوبات لمدة طويلة في حوالي 70 بالمئة من مرضى الصرع، أما في النسبة المتبقية من المرضى، أي الثلاثين بالمئة، فيمكن مساعدتها على تحسين القدرة على السيطرة على الصرع عبر طرق عدة تشمل الجراحة وتحفيز العصب المبهم والتحفيز الدماغي وتعديل النظام الغذائي.
ويحذر الأطباء من أن إبقاء المرض من دون علاج يمكن أن يؤدي بالمصابين، الذين يعانون نوباته، أن يسقطوا أو يغرقوا أو يصابوا بحروق عرضية، وكلها يمكن أن تسبب الوفاة.
وأدّت الأبحاث الطبية الحديثة إلى إطلاق موجة جديدة من علاجات الصرع الناشئة والمستقبلية، التي تشمل العلاجات القائمة على الجينات، وعمليات الاستئصال الأشد تركيزاً والأقل توغلاً، كالاستئصال الحراري والجراحة بالليزر والموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة.
ومن الوارد أن يبدأ الصرع في أي سن، ولكنه يظل أكثر انتشاراً في فئة العقدين الأولين من العمر، وفئة ما فوق 65 عاماً.
وقد يكون الصرع عند الأطفال ناجماً عن نمو غير طبيعي للدماغ أو أورام خلقية منخفضة الدرجة أو طفرات جينية.
أما كبار السن فهُم أكثر عرضة للإصابة بالصرع الناجم عن إصابات الرأس أو الالتهابات أو السكتة الدماغية أو نزيف المخ أو الأورام عالية الدرجة.