عث الوجه المعروف عبارة كائنات عنكبوتية صغيرة تشبه القراد لا يمكنها البقاء إلا على بشرة البشر، ولا سيما وجوههم، هذه الكائنات ذات ثمانية أرجل، ومعظمها شفاف ومجهري، إذ تبلغ الواحدة منها ٠٫٣ مليمترات “أصغر من حبة الرمل” وتقضي معظم حياتها مدفونة الرأس داخل بصيلات الشعر، إنها تتغذى على الزهم، تلك المادة الدهنية التي تنتجها بشرتنا باستمرار لحماية نفسها من الجفاف، لذلك يمكن العثور على أكبر عدد من العث في المناطق التي تنعم بزيوت أكثر مثل: حول العينين والأنف والفم.
ويعتقد العلماء أن عث الوجه عاش في بشرتنا منذ فجر البشرية، منذ أكثر من 200 ألف عام، واليوم، تشير الدراسات عمليا إلى أن كل شخص بالغ على هذا الكوكب لديه الآلاف منها، والاحتمالات أنك تعيش معها طوال حياتك، ويحصل الأطفال عليها بسرعة من والديهم بعد أيام قليلة من الولادة.
وبمجرد وصول عث الوجه إلى بشرتك، فإن الشيء الوحيد الذي يستمتعون به هو التزاوج، من ثم تحفر الإناث بعمق في مسام الجلد حيث تضع بيضها، وينتهي المطاف بالبيض في مكان من مكانين اعتماداً على نوع عث الوجه.
النوع الأول، المسمى Demodex folliculorum، يضع بيضه في بصيلات الشعر، بينما يفضل الثاني التعشيش في الغدد الدهنية، وفي أقل من أسبوعين، يفقس الصغار وتتزاوج وتضع بيضها وتموت تاركة وراءها كومة من الجثث المتحللة.
وحتى بعد غسل الوجه لن تقضي عليها جميعاً، وحتى لو عالجتها بالمضادات الحيوية، فسوف تعود في غضون 6 أسابيع تقريباً، وستلتقطها من المناشف والوسائد.
ورغم أن كل هذا يبدو مرعباً، لكن عث الوجه، عادة، غير ضار، ويصبح مشكلة فقط عندما يتكاثر خارج نطاق السيطرة، ويمكن أن يحدث هذا عند ذوي الضعف في جهاز المناعة.
وقد لوحظ أيضا في الأشخاص الذين يعانون من حالة جلدية مؤلمة تسمى الوردية، عادة، سيكون لديك نحو 1 أو 2 من العث لكل سنتيمتر مربع من الجلد، لكن وجدت إحدى الدراسات أن المصابين بالوردية لديهم 10 أضعاف الكمية الطبيعية.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون عث الوجه مفيدا، حيث يمكن للباحثين دراسة عث الوجه للتعرف على أسلافنا، وبمقارنة الحمض النووي الخاص بهم، يمكن للعلماء تتبع كيف هاجرت مجموعات مختلفة من البشر في جميع أنحاء العالم.