دائماً ما ينصح النساء الحوامل باتباع سلوكيات محددة خلال فترة الحمل لتجنب التأثيرات السلبية المحتملة على صحتها وصحة جنينها.
ومن تلك السلوكيات تجنب المنبهات وتعاطي الأدوية والمضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، نظراً لما يمكن أن تتسببه من مضاعفات للجنين والرضع.
حيث اكتشف العلماء أن التعرض المبكر للمضادات الحيوية في الرحم ومن خلال حليب الأم يعطل عمل بكتيريا الأمعاء المفيدة، ويدمر الخلايا المناعية.
ووجدت دراسة جديدة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة “روتجرز” الأمريكية أن تعرض الأجنة للمضادات الحيوية في الرحم، وكذلك تعرضهم لها فيما بعد من خلال حليب الأم أثناء الرضاعة يمكن أن يؤدي إلى خسارة لا رجعة فيها في الخلايا التائية الموجودة في القولون.
وتعد الخلايا التائية مكوّن شديد الأهمية في استجابة الجهاز المناعي تجاه مسببات الحساسية في وقت لاحق من الحياة.
ومن المعروف بالفعل أن استخدام المضادات الحيوية في وقت مبكر من الحياة يعطل عمل الميكروبات المعوية، وهي تريليونات الكائنات الحية الدقيقة المفيدة التي تعيش داخل الجسم وعلى سطح الجلد.
التي تلعب دوراً مهماً في نضج جهاز المناعة بشكل صحي والوقاية من الأمراض، مثل السمنة ومرض التهاب الأمعاء، ومع ذلك، فإن العلماء لم يكن لديهم الكثير من المعلومات عن كيفية تأثير اضطراب هذه الميكروبات المعوية، التي تنتج الأحماض الدهنية المنظمة للخلايا التائية المناعية، على هذه الخلايا في القولون.
وهذا الأمر يضر بقدرة المواليد على إنتاج مجموعة من الخلايا التائية في القولون، وهو الأمر الذي بدوره يؤدي إلى مشكلة طويلة المدى، حيث تستمر العواقب حتى مرحلة البلوغ، وذلك لأن هذا الأمر يؤثر على قدرة الجسم على إيقاف استجابات الحساسية.