قال البنك الدولي أن الجيش اللبناني مهدد الآن بأحد أسوأ الانهيارات المالية التي شهدها العالم خلال المائة والخمسين عاما الماضية، ويشكل الانهيار الاقتصادي ضغوطاً غير مسبوقة على القدرات العملياتية للجيش ما يؤدي إلى تجفيف رواتب الجنود وتدمير روحهم المعنوية.
من جانبه قال كبير مستشاري برنامج الشؤون المدنية – العسكرية في الدول العربية بمركز كارنيغي للشرق الأوسط آرام نركيزيان: “قد يكون هذا التراجع نذيرا لعدم استقرار لم نشهده منذ إطاحة النخب السياسية اللبنانية بالقوات المسلحة، وتحديدا في السنوات الخمس التي سبقت الحرب الأهلية بين عامي 1975-1990”.
وكان قد حذر قائد الجيش العماد جوزيف عون في خطاب ألقاه أمام ضباط في مارس الماضي من أن الجنود “يعانون مثل باقي اللبنانيين”، كما انتقد “صراحة” القيادة السياسية، والتي قال إنها أصيبت بالشلل بسبب الاقتتال الداخلي، ولم تفعل أي شيء تقريبا لمعالجة الأزمة، وأضاف “ماذا تنتظر؟ ما الذي تخطط القيادة لفعله؟ لقد حذرنا أكثر من مرة من مخاطر هذا الوضع”.
من جانب آخر أكد مسؤول عسكري لبناني بارز لأسوشيتدبرس أن الوضع الاقتصادي أثر بشكل كبير على الروح المعنوية للجنود، وقال “ليس هناك شك في أن هناك استياء كبير في صفوف الجيش”، مشيراً إلى أن الجيش “لديه واجبات كثيرة”، تتضمن الحفاظ على الاستقرار الداخلي، “قيادة الجيش قلقة بشأن تطورات الوضع الأمني على الأرض والقدرة على التعامل مع هذه القضية”، ودعم الجيش “أمر حاسم” لتجنب سقوط لبنان في الفوضى.