متابعة – مريم أبو شاهين
وبحسب أدبيات شعوب تينغر التي تقطن في المرتفعات الجبلية المحيطة بالبركان، فإن على المصلين شقّ طريقهم إلى فوهة البركان وتقديم القرابين مما تيسر لهم الحصول عليها إرضاءً للأسلاف والآلهة الهندوسية، وطلباً لتحقيق الرخاء لمجتمعاتهم.
حيث أعاد آلاف الإندونيسيين إحياء طقوس تقليدية عمرها آلاف السنين بطريقة غريبة وخطيرة قدموا فيها الغالي والنفيس من الثروات والمحاصيل الزراعية كقرابين تزلّفاً للآلهة.
لكن مهرجان القرابين بات مقصداً لقرويين آخرين يقطنون بالقرب من البركان، يحاولون التقاط ما تيسر لهم من القرابين الملقاة في فوهة البركان باستخدام الشباك قبل أن تلتهمها نيران البركان.
وتعود هذه الممارسة العقائدية إلى معتقد سائد مستنبط من أساطير شائعة في القرن الخامس عشر، تحكي قصة أميرة لمملكة تدعى ماجاباهيت الجاوية الهندوسية.
وتقول الأسطورة إن الأميرة وزوجها طلبا المساعدة من الآلهة لعدم قدرتهما على الإنجاب رغم مضي سنوات على زواجهما، وتمت الاستجابة لهما ووعدا بـخمسة وعشرين طفلاً في حال موافقتهما على التضحية بطفلهما الأصغر بإلقائه في جبل “برومو”، وتزعم الأسطورة أن هذا الابن قفز طوعاً في البركان لضمان ازدهار شعب قبائل تينغر، على حد تعبيرها.