أثبت علماء أن الحمية المحتوية على نسبة عالية من الأسماك الدهنية ونسبة محددة من الزيوت النباتية تخفف من شدة الصداع النصفي الذي يعاني منه الكثيرون.
ويعتبر الصداع النصفي مرض عصبي مزمن وشائع، ويعاني أكثر من أربعة ملايين شخص في العالم من الصداع النصفي المزمن، الذي لا تقل نوباته عن 15 مرة في الشهر، وخلال النوبة التي تستمر من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام، لا يمكن للمريض القيام بأي عمل بصورة طبيعية.
وتعد النساء بعمر 18-44 عاماً أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، والأدوية الحالية المستخدمة في علاج الصداع النصفي، تخفف جزئياً من شدة الألم، ولها آثار جانبية سلبية كثيرة بما فيها الإدمان، لذلك يبحث العلماء باستمرار عن دواء لمكافحة الصداع النصفي.
وأجريت الدراسة على 182 بالغًا، 88% منهم نساء، يعانون من الصداع النصفي من 5 إلى 20 يوما في الشهر، وعند بداية الدراسة قسم الباحثون المشتركين إلى ثلاث مجموعات اتبعت خلال 16 أسبوعاً نظاماً غذائياً مختلفاً.
كان نظام المجموعة الأولى غنيا بالأسماك الدهنية ومنخفض الزيوت النباتية وخاصة حمض اللينوليك.
ونظام المجموعة الثانية، كان غنيا بالأسماك الدهنية وحمض اللينوليك.
والمجموعة الثالثة كان نظامها الغذائي غنيا بحمض اللينوليك ونسبة الأسماك الدهنية فيه ضئيلة.
يشار إلى أن حمض اللينوليك موجود في زيوت الذرة وفول الصويا والزيوت النباتية الأخرى والمكسرات والبذور وينسب إلى مجموعة أحماض أوميغا-6 الدهنية غير المشبعة، التي هي سلائف الأكسيليبينات (جزيئات تشارك في تنظيم الألم والالتهابات).
وبينت نتائج البحوث السابقة أن اكسيليبينات المشتقة من أحماض أوميغا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك الدهنية لها خصائص مخففة للألم، في حين المشتقة من أوميغا-6 على العكس تزيد شدته.
وقرر الباحثون التحقق من صحة هذه النتائج بالنسبة للصداع النصفي فقد أثبتوا سابقا، أن حمض اللينوليك يسبب التهاب الأنسجة المرتبطة بالصداع النصفي ومسارات العصب ثلاثي التوائم، وهو أكبر أعصاب الجمجمة في الجسم وأكثرها تعقيدًا.
وقد أظهرت النتائج أن اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة منخفضة من حمض اللينوليك وأعلى من أحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن يقلل من الألم و التهاب مسارات هذا العصب، بنسبة 30-40 بالمئة من فترة استمرار الصداع النصفي في اليوم وإجمالي عدد الأيام، مقارنة بأفراد المجموعة الثالثة.
وأثبتت هذه الدراسة أن تغيير النظام الغذائي يمكن أن يساهم في تخفيف ألم الصداع النصفي الذي يعاني منه الملايين، وهذا إثبات آخر على أن الطعام الذي نتناوله يمكن أن يؤثر في مسار الألم.
وبعد هذه النتائج يخطط الباحثون لمواصلة عملهم ودراسة تأثير التغذية في حالات الألم المزمن الأخرى.