اختلفت حدة الإصابة بعدوى فيروس كورونا وطفراته المتطورة منذ بدء انتشاره وحتى الآن، وكان بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة مقارنةً بغيرهم.
وقد انضم مرضى فقر الدم المنجلي إلى قائمة العدوى الأكثر حدة، وهو ما جعلهم في متصدري الفئات الواجب تطعيمها بلقاحات فيروس كورونا.
حيث وجدت دراسة جديدة أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة مرضى فقر الدم المنجلي بأعراض حادة في حال الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مثل:
– وجود تاريخ من نوبات الألم الشديدة.
– وجود أمراض مصاحبة في بعض أعضاء الجسم، وذلك وفقاً للوكالة الآسيوية الدولية للأخبار (إيه إن آي).
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته الجمعة، إن الدراسة تؤكد الحاجة إلى تبني استراتيجيات للحد من مخاطر “كوفيد-19″، وتطعيم هذه الفئة من المعرضين للخطر في حال الإصابة بالفيروس.
مشيرةً إلى أن مرض فقر الدم المنجلي هو اضطراب وراثي في خلايا الدم الحمراء، ويمكن أن يتسبب في الشعور بآلام شديدة وتلف في المفاصل والأعضاء وحتى السكتة الدماغية.
واعتمدت الدراسة الجديدة على بيانات من SECURE-SCD، وهو سجل دولي يجمع معلومات حول عدوى “كوفيد-19” لدى الأفراد المصابين بفقر الدم المنجلي، بما في ذلك تفاصيل عن دخولهم للمستشفى، ومدى خطورة الأعراض، واستراتيجيات العلاج، والمضاعفات.
وقام الباحثون بتقييم بيانات 750 طفلاً وبالغاً تم تقديمها إلى السجل في الفترة بين مارس 2020 ومارس 2021، وكان نصف المرضى من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أقل، فيما كان النصف الآخر من البالغين بمتوسط عمر 31 عاماً.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من فقر الدم المنجلي، والذين عانوا سابقاً من أكثر من نوبتين من الألم تتطلب رعاية مركزة كانوا أكثر عرضة 2.2 مرة للدخول إلى المستشفى بعد الإصابة بـ”كوفيد-19″، وأكثر عرضة بـ3 مرات للإصابة بأعراض حادة للفيروس.
كما أظهرت الدراسة أيضاً أن وجود تاريخ من نوبات الألم كان عامل خطر أيضاً بالنسبة للمرضى البالغين، حيث كان الأشخاص الذين لديهم أكثر من زيارتين سابقتين للرعاية المركزة بسبب الآلام المرتبطة بفقر الدم المنجلي أكثر عرضة 1.8 مرة للدخول إلى المستشفى بعد الإصابة بـ”كوفيد-19″، وأكثر عرضة 1.9 مرة للإصابة بأعراض حادة للفيروس.
كما ارتبط وجود تاريخ من أمراض القلب والرئة والكلى المرتبطة بفقر الدم المنجلي بارتفاع مخاطر الإصابة بأعراض كوفيد-19 الخطيرة لدى الأطفال، فضلاً عن ارتفاع خطر دخولهم المستشفى، ولكن لم يكن لهذه الحالات نفس التأثير عند البالغين”.
ونقلت الوكالة عن مؤلفة الدراسة، الأستاذة بكلية الطب في ويسكونسن، لانا موكالو، قولها إن “المرضى الذين لديهم تاريخ من نوبات الألم، وكذلك هؤلاء الذين يعانون من مشاكل في عدة أعضاء بشكل متزامن، يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر حرصاً لتجنب الإصابة بعدوى كورونا”.