متابعة – مريم أبو شاهين
مذبحة الوراق التي حركتها الرغبة المادية وحرمان الشقيقين الصغيرين من الميراث انتهى بكارثة كان شاهداً عليها آذان مغرب يوم 18 رمضان عندما نزل أحد الأشقاء السبعة من شقته في العقار المكون من 5 طوابق مستغلاً جلوس شقيقيه الصغيرين رفقة والدهم في الطابق الارضي حاملاً سلاحاً آلياً ومع انطلاق تكبيرة الآذان وبدء الأسرة الصغيرة في تناول الافطار فاجأهم الأخ المسلح بوابل من الأعيرة النارية تستقر مقذوفاته في جسدي الشقيقين دون الاقتراب من الأب.
دوي الطلقات النارية في لحظات صمت وقت الإفطار وخلو الشوارع دفع أحد الأشقاء الآخرين إلى الهرولة من شقته متوجها ناحية الصوت ليشاهد شقيقيه غارقين في دمائهما يصارعان الموت وشقيقه الأكبر يقف فوق جسديهما حاملا سلاحا كالمنتصر فحاول منعه وأخد السلاح منه لينال نصيبه “رصاصة في الرجل” ويفر المتهم هاربا بعد ان تخلى عن السلاح الناري في مسرح الجريمة.
5 أيام كاملة من البحث والتحري كشفت عن أن مرتكب مذبحة الوراق ليس متهما واحدا فقط بينما تبين أن 3 آخرين من أشقائه شاركوا بتحريضه على ارتكاب الجريمة والتخلص من شقيقيه بسبب الميراث ونجح فريق البحث في الكشف عن ملابسات الواقعة كاملة وكيفية تخطيط الأشقاء للجريمة وتنفيذها.
ونجح فريق البحث في إلقاء القبض على الأشقاء الأربعة “المنفذ والمحرضين” في عدة مناطق بعد هروبهم فور وقوع الجريمة.
التحريات كشفت عن الملابسات الكاملة للجريمة حيث أفادت أن والد المتهمين والمجني عليهم أنجب 9 أبناء “7 اولاد وبنتين” وقام ببناء عقار مكون من 5 طوابق اعطى لـ 5 من ابنائه شقة ثم بنى منزلا آخر مجاورا اعطى لكل فتاة فيه شقة ولم يتبق سوى شابين لم يتزوجا واللذان عندما طالباه بمساعدتهما للزواج كما ساعد اشقاءهم أخبرهم أنه لم يعد يمتلك المال وطلب من أبنائه الاخرين مساعدة شقيقيهما الصغيرين مادياً.
طلب الأب قوبل بالرفض من الأبناء الذين أخبروه أنهم لن يساعدوا شقيقيهم وتدخل العديد من الأطراف وكبار العائلات وعقد جلسات صلح بين الأشقاء استمرت لمدة عامين إلا أنها فشلت جميعا حتى يوم الجريمة حدثت مشاجرة كبيرة بين الأشقاء جميعا تطورت الى اشتباك بالأيدي ثم انصرف كل منهم الى شقته وبقي الشابان الصغيران فقط مع والدهما لتناول طعام الافطار إلا أن الشقيق الاكبر “فرغ فيهما خزنة السلاح” وعندما أسرع الثالث لاستطلاع الأمر أطلق عليه رصاصة أيضاً وفر هارباً.