تحولات في الرؤية الأمريكية تجاه أميركا اللاتينية
تستعد الإدارة الأمريكية لإعلان استراتيجية جديدة للأمن القومي، وتليها مراجعة شاملة لسياسة الدفاع والانتشار العسكري الأميركي في العالم، وهي خطوة ستحدد أولويات الإدارة في السنوات الأربع القادمة.
تكشف تسريبات داخل الإدارة عن تحول مفاجئ في الاتجاه، إذ ستمنح واشنطن أميركا اللاتينية دوراً محورياً في الاستراتيجية الجديدة، على حساب التركيز السابق على المنافسة مع الصين وروسيا.
يرى محللون أن هذا التحول يعكس اعتبارات داخلية أكثر من كونه قراراً استراتيجياً، إذ يسعى ترامب إلى توظيف السياسة الخارجية لخدمة أجندته الداخلية، خصوصاً فيما يتعلق بملف الهجرة والأمن على الحدود الجنوبية.
في هذا السياق تبرز فنزويلا وكولومبيا كأهم ساحات المواجهة الجديدة.
رصدت واشنطن في الأشهر الأخيرة تعزيزاً بحرياً في منطقة الكاريبي قرب سواحل فنزويلا، وتقول الإدارة إنه مخصص لمكافحة تهريب المخدرات، بينما يرى مراقبون أنه رسالة ضغط على نظام مادورو.
ترامب اتهم مادورو مراراً بتغذية تجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية نحو الولايات المتحدة، في حين أعلنت كاراكاس رفع مستوى التأهب العسكري تحسباً لأي عمل عدائي أميركي.
أما العلاقات مع الرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بيترو فقد تدهورت بشكل حاد بعد أن شبّه الأخير ترامب بأنه هتلر، فرد ترامب بأنه مهرّب مخدرات ويعاني من اضطرابات عقلية، مهدداً بوقف المساعدات وفرض رسوم جمركية على بوغوتا.
وفي المقابل، لا تبدو الأجواء أكثر دفئاً مع البرازيل، حيث فرض ترامب رسوماً بنسبة 50 في المئة بعد سجن الرئيس السابق جايير بولسونارو، حليف ترامب المقرب، بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات.
كما قدمت واشنطن دعماً مالياً قوياً بقيمة 20 مليار دولار للأرجنتين، مقابل تقليص علاقاتها الاقتصادية مع الصين التي توسع حضورها في مشاريع التعدين والبنية التحتية في أميركا الجنوبية.
ويقول مراقبون في واشنطن إن هذه الخطوات تعكس رؤية ترامب القائمة على أن المعارك الخارجية تخدم روايته الداخلية، حيث بات أمن الحدود والهجرة والمخدرات المحرك الأساسي للسياسة الأميركية في نصف الكرة الغربي.
تعكس هذه التطورات تركيزاً على استخدام التحديات الإقليمية لخدمة الأجندة الداخلية وتحديد أولويات الدفاع في المنطقة.







