دقّ مدير اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط إدوار بيغبيدير ناقوس الخطر حيال احتمال ضياع جيل كامل في غزة المحاصرة والمدمّرة، حيث يشهد قطاع التعليم حالة انهيار بعد عامين من الحرب.
أوضح بيغبيدير خلال حديثه في القدس، بعد عودته من القطاع، أن وقف إطلاق النار الذي سُرّي في 10 أكتوبر سمح بإعادة نحو سدس الأطفال المقرر حضورهم إلى أماكن تعليم مؤقتة بمشاركة اليونيسف وشركائها في التعليم.
وأضاف أن التعلّم وليس التعليم الكامل ما يزال قائماً، لأن 85 في المئة من المدارس دُمِّرت أو لم تعد صالحة للاستخدام، في حين تُستخدم بقية المدارس كملاجئ للنازحين.
وأشار إلى أن الأطفال والمعلمين يواجهون صعوبات التنقل بسبب النزوح والعمليات العسكرية، كما يكدّس الكثير منهم في توفير الغذاء والماء لعائلاتهم.
ولاحظ بيغبيدير أن النظام المدرسي كان يعاني أصلاً من الاكتظاظ، فمع وجود نحو 300 مدرسة تابعة للسلطة الفلسطينية يحتاج حوالي 80 إلى إعادة تأهيل، في حين دُمرت 142 مدرسة كلياً و38 مدرسة لا يمكن الوصول إليها لأنها تقع في مناطق يتركز فيها الجيش الإسرائيلي.
الوضع التعليمي في غزة
تُقام مراكز التعلم المؤقتة داخل مدارس أو قرب مخيمات النزوح، في خيام أو غرف جاهزة تفتقر لأبسط مرافق، وأحياناً تُستخدم الكراسي والصناديق والقطع الخشبية كطاولات، فيما يجلس بعض الأطفال على الأرض ويكتبون على ألواح حجرية أو بلاستيكية.
وتُقدَّم الدروس بنظام دوام متناوب لثلاثة أيام أسبوعياً لبضع ساعات سواء صباحاً أو ظهراً، وتتضمن مواد ثلاثة هي الرياضيات والقراءة والكتابة فقط، بهدف الحفاظ على اتصال الأطفال بالتعليم وإبقائهم في إطار المدرسة.
وأكد أن التعليم يشكل وسيلة لإعادة التماسك الاجتماعي لأطفال يعانون صدمات نفسية ويحتاجون إلى دعم، وهو ما تؤكده تقارير الصحة العالمية حول أثر الحرب على الصحة النفسية في غزة.
وأعلنت الأونروا في 18 أكتوبر عن إطلاق العام الدراسي الجديد عبر الإنترنت للوصول إلى نحو 290 ألف طالب.
وعبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن أن الأونروا لن يكون لها دور بعد الحرب، في حين حظرت إسرائيل عمل الوكالة وتتهم بعض موظفيها بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر؛ وهو اتهام رفضته محكمة العدل الدولية لعدم كفاية الأدلة.
أبرز بيغبيدير أن أحد أبرز الأولويات هو السماح بدخول مواد البناء اللازمة لإقامة مدارس شبه دائمة، إضافة إلى مستلزمات التعليم التي تعتبرها إسرائيل غير أساسية، مع التساؤل كيف يمكن إعادة تأهيل الفصول دون إسمنت.
ولفت إلى أن الغذاء مسألة بقاء، أما التعليم فهو الأمل، مع صدمة شديدة من حجم الدمار الذي يجعل 80 في المئة من أراضي القطاع في حالة خراب شبه كامل، وتبقى جيوب من الأبنية هنا وهناك.
وأعرب عن إعجابه بعزم المجتمع الغزي على إعادة تنظيم حياته وتنظيف الأنقاض وفتح المحال الصغيرة، معبّراً عن صدمته من حجم الدمار الذي يجعل الحياة التعليمية أمراً صعباً لكنه يبقى هدفاً يمكن تحقيقه إذا ما توافرت الموارد والظروف الملائمة.







